{فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (39)}{فتولى بِرُكْنِهِ} فأعرض عن الإيمان وسى عليه السلام على أن ركنه جانب بدنه وعطفه، والتولي به كناية عن الإعراض، والباء للتعدية لأن معناه ثني عطفه، أو للملابسة، وقال قتادة: تولى بقومه على أن الركن عنى القوم لأنه يركن إليهم ويتقوى بهم، والباء للمصاحبة أو الملابسة وكونها للسببية غير وجيه، وقيل: تولى بقوته وسلطانه، والركن يستعار للقوة كما قال الراغب وقرئ بركنه بضم الكاف اتباعًا للراء {وَقَالَ ساحر} أي هو ساحر {أَوْ مَجْنُونٌ} كان اللعين جعل ما ظهر على يديه عليه السلام من الخوارق العجيبة منسوبة إلى الجن وتردد في أنه حصل باختياره فيكون سحرًا، أو بغير اختياره فيكون جنونًا، وهذا مبني على زعمه الفاسد وإلا فالسحر ليس من الجن كما بين في محله فأو للشك، وقيل: للإبهام، وقال أبو عبيدة: هي عنى الواو لأن اللعين قال الأمرين قال: {إِنَّ هذا لساحر عَلِيمٌ} [الشعراء: 34] وقال: {إِنَّ رَسُولَكُمُ الذى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ} [الشعراء: 27] وأنت تعلم أن اللعين يتلون تلون الحرباء فلا ضرورة تدعو إلى جعلها عنى الواو.